بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنها أول نظرة لـ بزغ نور ذاك العالم الأزرق الكبير , إنها أول لمسة لـ يد يشرية تحط على أجسادنا الصغيرة , إنها عملية معقّدة إنفصلنا فيها عن أحشاء أمهاتنا , إنّها تلك اللّحظة التي ينقطع فيها ذاك الحبل المدعو بـ السرّي , كان مصدرنا الوحيد لـ الغذاء , وكان صلة تصلنا بـ تلك المستعمرة المعقدة التي كانت تحوي أجسادنا الصغيرة التي بدأت بـ قدرة الباري عزّ وجل من نطفة , إنّها تلك اللحظة التي سُجّلنا فيها كـ كائنات بشرية تعيش على سطح هذا الكوكب.
تبدأ رحلتنا في هذا الكون بـ عمر الطفولة , عمر يتسّم بـ البراءة , لا نكترث فيه إلّا لـ بضعة ألعاب ورسوم متحركة , حرّكت حياتنا وهزّت مشاعرنا , كنّا نعيشها لحظة بـ لحظة ظنّاً منّا أن تلك هي حدود دنيانا , كنّا نعي خالقنا ونخافه ضمن حدود تفكيرنا , نخاف النار لأنّها حارّة ونطلب الجنّة لأنها باردة و سـ نجد فيها السعادة , بـ طبيعة الحال وكوننا نعيش في عالم إسلامي , فإنّنا منذ نعومة أظفارنا نعي رؤوس أقلام من ديننا الحنيف , وفي ذاك الوقت كنّا ما زلنا تحت أجنحة الحنان التي تغطّينا بها الأمهات والآباء ويخافون علينا , وكانت تحيط بنا قشور بيضة الطفولة والبراءة.
إنكسرت البيضة , إنّها أصعب مرحلة في حياتنا , نتحرّر فيها من البراءة وكأنّنا نتحرّر من أغلال تحيط بنا وتعيقنا عن أداء أنشطتنا التي يفعلها عادةً من هم في عمرنا , نعم لقد كبرنا , لقد وصلنا إلى سن المراهقة وما بعدها بـ يضع سنوات , نرى أنفسنا أسياد زماننا , أنّنا رجال والرجال قليل , كان مفهوم الرجولة لدى الأغلبية خاطئ , كنّا نرغب بـ التدخين والتعرّف على الجنس الآخر ظنّاً منّا أنّه الحل الأمثل لـ نرتقي بـ رجولتنا نحو مستوى آخر , ولكنّ البعض الآخر الذي كان يمثل الأقلّية فقد كان عاقلاً منذ صغره , مرّت عليه فترة المراهقة مرور الكرام , لـ يكون رجلاً بـ معنى الكلمة , رجلٌ بـ سن صغيرة , يحكمه عقله لا نفسه , وقد كان يعد عملة نادرة في هذا العمر , و قد بدأت تظهر ملامح شخصياتنا في هذا العمر , وكانت تتشكّل كما يتشكل الطين الذي كنّا نلعب فيه في مرحلة طفولتنا , كانت تغيّر النشاطات الخارجية والعوامل المحيطة تأثر في تلك الملامح , لأنّنا كنّا كـ الإسفنج يمتص ما حوله دون تردد , فـ منّا من لجأ إلي رفقة السوء , ومنّا من لجأ إلى النوادي الرياضية , أو حتّى المخيمات والمراكز الإسلامية , وبـ الطبع فإن تلك الأماكن كانت تحتوي على نسبة فساد والمقادير تختلف من مكان لـ آخر , ولكنّ الكلمة الأولى تعود لنا , لأنّنا نقرّر في هذا العمر ما نريد أن نصبح ونكون.
انقضت تلك السنين , منّا من قد انتقل إلى مرحلة الرجولة , ومنّا من بقي مراهقاً على حاله القديم , لم يتغير بل زاد صبيانيّة وشقاء , أمّا من انتقل إلي مرحلة الرجولة فـ قد تأثر لا محالة بـ قرارات اتخذها في فترة مراهقته , إمّا أن تفيده أو تضره , وبعد أن اكتملت ملامح شخصيته وتشكّلت لـ يصبح رجلاً مستقلاً بـ رأيه وتفكيره , لا يؤثّر عليه ما حوله , ويبدأ نمط حياته بـ التغيّر , فـ منّا من يرغب بـ إكمال نصف دينه واللّجوء لـ الزواج , ومنّا من يريد " الحريّة " كما يسميها البعض ويبقى أعزباً , بـ الطبع فإن " الرجل " سيد قراراته يفعل ما يشاء وقت ما يشاء , ولكنّ الرجولة هي أن تكون مسؤولاً عن نفسك , قولاً وفعلاً.
يتساقط الشعر , ومعه يتساقط أحبابنا الذين عشنا معهم طوال حياتنا , يرحل الواحد منهم تلو الآخر , و كل ما نفعله هو الإنتظار حتّى يحين موعدنا الذي نلقى فيه ربّنا فـ نحاسب على أعمالنا , إن خيراً فـ خير و إن شرّاً فـ شر , وعندما نشيخ فإن جلّ ما نفعله هو تذكر طفولتنا وأيام المراهقة ونرغب في العودة إلى تلك البيضة المكسورة التي كنّا نتوق لـ الخروج منها , لكنّ ما لم نفهمنه أن تلك البيضة لن تسعنا الآن , بل إنّ ما يسعنا هو حفرة صغيرة تكون مثوانا الأخير.
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة , اللهم أنر حياتنا بـ نور الإيمان , واللهم لا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اللهم صلّ على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنها أول نظرة لـ بزغ نور ذاك العالم الأزرق الكبير , إنها أول لمسة لـ يد يشرية تحط على أجسادنا الصغيرة , إنها عملية معقّدة إنفصلنا فيها عن أحشاء أمهاتنا , إنّها تلك اللّحظة التي ينقطع فيها ذاك الحبل المدعو بـ السرّي , كان مصدرنا الوحيد لـ الغذاء , وكان صلة تصلنا بـ تلك المستعمرة المعقدة التي كانت تحوي أجسادنا الصغيرة التي بدأت بـ قدرة الباري عزّ وجل من نطفة , إنّها تلك اللحظة التي سُجّلنا فيها كـ كائنات بشرية تعيش على سطح هذا الكوكب.
تبدأ رحلتنا في هذا الكون بـ عمر الطفولة , عمر يتسّم بـ البراءة , لا نكترث فيه إلّا لـ بضعة ألعاب ورسوم متحركة , حرّكت حياتنا وهزّت مشاعرنا , كنّا نعيشها لحظة بـ لحظة ظنّاً منّا أن تلك هي حدود دنيانا , كنّا نعي خالقنا ونخافه ضمن حدود تفكيرنا , نخاف النار لأنّها حارّة ونطلب الجنّة لأنها باردة و سـ نجد فيها السعادة , بـ طبيعة الحال وكوننا نعيش في عالم إسلامي , فإنّنا منذ نعومة أظفارنا نعي رؤوس أقلام من ديننا الحنيف , وفي ذاك الوقت كنّا ما زلنا تحت أجنحة الحنان التي تغطّينا بها الأمهات والآباء ويخافون علينا , وكانت تحيط بنا قشور بيضة الطفولة والبراءة.
إنكسرت البيضة , إنّها أصعب مرحلة في حياتنا , نتحرّر فيها من البراءة وكأنّنا نتحرّر من أغلال تحيط بنا وتعيقنا عن أداء أنشطتنا التي يفعلها عادةً من هم في عمرنا , نعم لقد كبرنا , لقد وصلنا إلى سن المراهقة وما بعدها بـ يضع سنوات , نرى أنفسنا أسياد زماننا , أنّنا رجال والرجال قليل , كان مفهوم الرجولة لدى الأغلبية خاطئ , كنّا نرغب بـ التدخين والتعرّف على الجنس الآخر ظنّاً منّا أنّه الحل الأمثل لـ نرتقي بـ رجولتنا نحو مستوى آخر , ولكنّ البعض الآخر الذي كان يمثل الأقلّية فقد كان عاقلاً منذ صغره , مرّت عليه فترة المراهقة مرور الكرام , لـ يكون رجلاً بـ معنى الكلمة , رجلٌ بـ سن صغيرة , يحكمه عقله لا نفسه , وقد كان يعد عملة نادرة في هذا العمر , و قد بدأت تظهر ملامح شخصياتنا في هذا العمر , وكانت تتشكّل كما يتشكل الطين الذي كنّا نلعب فيه في مرحلة طفولتنا , كانت تغيّر النشاطات الخارجية والعوامل المحيطة تأثر في تلك الملامح , لأنّنا كنّا كـ الإسفنج يمتص ما حوله دون تردد , فـ منّا من لجأ إلي رفقة السوء , ومنّا من لجأ إلى النوادي الرياضية , أو حتّى المخيمات والمراكز الإسلامية , وبـ الطبع فإن تلك الأماكن كانت تحتوي على نسبة فساد والمقادير تختلف من مكان لـ آخر , ولكنّ الكلمة الأولى تعود لنا , لأنّنا نقرّر في هذا العمر ما نريد أن نصبح ونكون.
انقضت تلك السنين , منّا من قد انتقل إلى مرحلة الرجولة , ومنّا من بقي مراهقاً على حاله القديم , لم يتغير بل زاد صبيانيّة وشقاء , أمّا من انتقل إلي مرحلة الرجولة فـ قد تأثر لا محالة بـ قرارات اتخذها في فترة مراهقته , إمّا أن تفيده أو تضره , وبعد أن اكتملت ملامح شخصيته وتشكّلت لـ يصبح رجلاً مستقلاً بـ رأيه وتفكيره , لا يؤثّر عليه ما حوله , ويبدأ نمط حياته بـ التغيّر , فـ منّا من يرغب بـ إكمال نصف دينه واللّجوء لـ الزواج , ومنّا من يريد " الحريّة " كما يسميها البعض ويبقى أعزباً , بـ الطبع فإن " الرجل " سيد قراراته يفعل ما يشاء وقت ما يشاء , ولكنّ الرجولة هي أن تكون مسؤولاً عن نفسك , قولاً وفعلاً.
يتساقط الشعر , ومعه يتساقط أحبابنا الذين عشنا معهم طوال حياتنا , يرحل الواحد منهم تلو الآخر , و كل ما نفعله هو الإنتظار حتّى يحين موعدنا الذي نلقى فيه ربّنا فـ نحاسب على أعمالنا , إن خيراً فـ خير و إن شرّاً فـ شر , وعندما نشيخ فإن جلّ ما نفعله هو تذكر طفولتنا وأيام المراهقة ونرغب في العودة إلى تلك البيضة المكسورة التي كنّا نتوق لـ الخروج منها , لكنّ ما لم نفهمنه أن تلك البيضة لن تسعنا الآن , بل إنّ ما يسعنا هو حفرة صغيرة تكون مثوانا الأخير.
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة , اللهم أنر حياتنا بـ نور الإيمان , واللهم لا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق