الأربعاء، 27 يوليو 2011

موالي ولا أُبالي

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم وسهّل مخرجهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موالي .. مصدرها الموالاة , فـ قد سميّت طائفة من أمّة المصطفى محمد صلوات الله عليه وآله بـ الموالين الذين والوا الإمام علي بن أبي طالب بعد خاتم النبيّين وتتبّعوا تلك الشجرة العلوية الطاهرة وصولاً إلى الحجّة القائم المهدي , وأيضاً فـ تلك الطائفة قد سميّت بـ الشيعة لأنهم شايعوا وبايعوا الحق ونصروه , وكانوا له خير أتباع بينما هوت طوائف أخرى في بحر الظلمات جهلاً , وفي أعماق الشرك سهواً , وقد يستنكر البعض استخدام كلمة الشرك فـ هي تحمل معانٍ كثيرة ومن معانيها الكفر , فـ عن سيدنا محمد صلّى الله عليه وآله أنّه قال وحتّى لا أحرّف الحديث فـ أنا سـ أتطرّق إلى معناه وإن كان لـ أحد الإخوة رأي آخر فـ له حريّة البحث والإطلاع , أحاديث خير البريّة صلّى الله عليه وآله تضمّنت عدّة دلائل ومنها :-

1- تسمية الإمام علي عليه السلام بـ الفاروق , لأنه يفرّق الناس إلي طائفتين , من اتّبعه وبايعه ومن حاربه وخذله .
2- عيد الغدير وهو الذي صاح به الرسول وقال : اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام دينا , ورفع يد الإمام علي حتّى بان بياض إبطيهما وقال بـ ما معناه أنّه هذا عليّ الخليفة من بعدي ومن والاه فـ قد والى الله .
3- حبّ المصطفى لـ الحسن والحسين , وكيف أنّهما سيدا شباب أهل الجنّة " التي لا كهول فيها , واللّبيب بـ الإشارة يفهم ".
4- كيف زوّج المصطفى فاطمة الزهراء عليها أفضل السلام لـ الإمام علي دون سواه .
5- تسمية الإمام علي بـ مدينة العلم , وأشار إلى ذلك في حديثه الشريف : " أنا مدينة العلم وعلي بابها , فـ من أراد المدينة فـ ليأتها من بابها ".

والدليل المطلق الذي لا غبار عليه هو تنزيل من الله العزيز الحكيم الخالق البارئ المتكبّر الرحمن الرحيم : " إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا " صدق العلي العظيم .

ومن بعده جاء الأئمة الـ 11 , ومات منهم أحد إلّا مسموماً أو مقتولاً , فـ كيف لنا أن ننسى تلك الفواجع وكيف أن آل محمد قد ظلموا على هذه الأرض , وكيف كانت الدنيا - كما قال أحد الأئمة الأطهار - جنّة الكافر وسجن المؤمن , فـ قد استولى على الخلافة والحكم سلسلة لعينة من البشر تعرّض في فترتها المؤمنون لـ شتّى أنواع العذاب الدنيوي لـ يختبروا في الآخرة حلاوة الجنّة .

وقد جاءت رواية عن الحسن والحسين , كيف أن الحسين سـ يموت شهيداً مقتولاً والحسن مسموماً , كيف سـ يرحل سيدا شباب أهل الجنّة عن وجه هذه الدنيا , فـ للحسن في الجنّة قصر أخضر , وللحُسين قصر أحمر , أخضر يدل على الموت مسموماً والأحمر يدل على الاستشهاد.

واستمرّت ثمرات تلك الشجرة العلوّية في الإنتشار , ولكنّ لـ طالما كانت الشجرة المُثمرة تُرمى بـ الحجارة , فـ قد تعرّض أبناء رسول الله وآل بيته لـ ظلم على مرّ الدهور وامتدادها , ظلم تجسّد في العصر الأموي , واستُكمل في العصور العبّاسيّة.

نسأل الله تعالى لنا الهداية , ونسأله أن يُعجّل في فرج مولانا صاحب العصر والزّمان الحجّة القائم المهدي لـ يأخذ بـ ثأر آل بيت الرسول و يملأ الكون قسطاً وعدلاً بعد إذ مُلأ ظُلماً وجوراً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ضيوف

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



بدأ مفهوم الضيافة عندما عرج جبريل عليه السلام على سيدنا إبراهيم عليه السلام في صورة إنسان , فـ أراد سيدنا إبراهيم أن يُضيّفه رغم علمه أن الملائكة لا يشتركون مع البشر في صفاتهم الدنيويّة .. وبـ هذه الحادثة بدأت الضيافة تعبّر عن حُسن الخُلق والنيّة عند العرب.

وكما هو متعارف عليه فـ إن الضيافة تكون في المنازل أو المجالس أو غيرها من دورٍ تصلح للضيافة.

ولكن قبل أن نتفهّم مفهوم الضيافة الفعلي من سيدنا إبراهيم عليه السلام قد كُنّا ضيوفاً عند الآخرين وكانت قلوبُنا مقر ضيافة للبعض الآخر , ولـ ربما كان بعض الضيوف علينا مشاعراً تتجلّى فينا.

خلال رحلتنا المتواضعة في هذه الدّنيا فـ إنّنا نلتقي بـ أُناس كثر , منهم من تكونُ نظرتنا الأولى له كـ صديق , والبعض الآخر كـ عدو , البعض تتغيّر أفكارنا عنه , والبعض الآخر قد تزداد سوءاً أو حُسناً , فـ كما قيل فـ إنّ الأرواح جنودٌ مُجنّدة.

دخل جنودي في حروبٍ ضارية , حاربت فيها من ادّعى الصداقة لـ مصلحةٍ شخصية , ومن ادّعى الحُبّ لـ يتسلّى , وقد خرجت مُطأطئً رأسي , أجرّ أذيال الهزيمة فـ قد حاربت على مدى سنتين إخواناً لي , وحين خروجي من حرب دامية , دخلت في حربٍ واجهت فيها قلبي و من سَكنَه , حتّى ازدادت الأضرار ولم يتبقَ لي سوى جُنديّ واحد , حاولت إبقاءه حتّى لا يموتَ وتَنفذ كل جنودي ويبقى قلبي بلا حراسة , حاولت وحاولت إلى أن خرج ذاك الجندي مُتسلّلاً , يبحث عن من يؤنس وحدته , وقام بـ أعمال بطوليّة حتّى التقيتُ بـ من أنساني تلك الحروب , وأشفاني من تلك الجروح , عادت إلى جيشي الروح , بدأ يتكاثر مرّة أخرى , دخلت حروباً وخرجت منها رافعاً رأسي مُنتشياً أتذوّق حلاوة الإنتصار , فـ لولا بطولة ذاك الجُندي وإيماني بـ وجود الصداقة الحقيقيّة لـ ما التقيتُ أناساً لا تستطيع أحرف اللّغة العربية الـ 28 وصفهم وصفاً يليق بـ مقامهم , فـ تسيّدوا عرش قلبي , و جلسوا على حكمِ كياني.

بعد تلك الرحلة , عُدت طالباً ثأري من كلّ من هزمني , ليس ضعفاً منّي ولكنّي لم أرد خوض معركة لا فوز فيها , عُدت فـ لم أُقاتل , ولكنّي انتصرت بـ محيّ كل ذكرى ربطتني بـ تلك الكلاب , و تناسيتُ وجودهم , قطعت حبال المودّة , وكلّ نجاحٍ حقّقوه كان بـ سببي , ليس بـ دافع الغرور ولكنّي كُنت أُشكّل فائدة كبيرة لـ من أحسنَ استغلال طيبتي.

رسالة .. لـ شخص استغّل الصداقة لـ هدف الشهرة الحقيرة , لا يُهمنّي , فـ لا أريد الشُهرة ولا أريد بِضع صفحات لم أبذل بها سوى جهد أيّام قليلة , ولكنّي أريد تعويض تلك العلاقة الحقيرة المُزيّفة التي كُنت - للأسف - أُسمّيها صداقة , كلّ نجاح حقّقته , بـ إسمي , كل حرفٌ كُتبَ , بـ قلمي , بل حتّى إنّ رسالتك التي أرسلتها لـ الجامعة أنا من كتبها لك , هنيئاً لك حياتك المُزيّفة , عائدٌ لك وبـ قوّة , بـ أدلّة , بـ رد , بـ بساطة , سـ تكرهني !

رسالة .. لـ أصدقائي و إخواني الحقيقيّين , شُكراً.

لن أحترم ضيفاً لا يحترم حُرمةَ دار قلبي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.