الأحد، 5 ديسمبر 2010

ضياع هويّة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهّم صلّ على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالي : " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " صدق الله العظيم ..

في وطنٍ تشكّلت هويّته بـ الأحمر , الأخضر , الأبيض وكان ختامه الأسود , تعدّدت الألوان واختلفت المعاني , عاش الكويتيون في ماضٍ أبيض , عمّ فيه السلام وسادت الأخويّة , كان الشعب الكويتي متساويّاً بين أمير ومواطن , بينهم المودّة وغيرها من تلك الصفات الكريمة التي كانت لبنة في ذاك الأساس القوي الذي صنعه الشعب وتلك الأسرة الحاكمة , وضعوا خطّاً تحت كلمة حاكمة سـ نتطرّق لها فيما بعد ..
أي أساس قوي سـ يكون خير أساس لأي بناء يبنى فوقه , لكن لـ الأسف ذاك الأساس القوي وضعنا فوقه بنيان هش وضعيف , وكان هذا الضعف نتيجة لـ الفرقة التي عاش فيها الشعب الكويتي وتحوّل إلى فئات وأحزاب , وكأنّنا نعيش في روسيا , تلك القيّم ضُربت بـ عرض الحائط , لم يعد لها وجود , كنّا نعيش في الكويت , كانت لنا بـ مثابة البيت الكبير الواسع الذي يجمع أسرةً مترابطة تجمع بينها أسس وروابط قويّة لا يمكن أن تنكسر , أصبحنا نعيش في زاوية من زوايا النسيان , تحبسنا فيها نار الفتنة والتفرّق ولـ الأسف هذا حال مجتمعنا ..
الحاكمة , فـ لو ساءت الظروف تظل صامدة وتحكم الشعب , ولله الحمد فـ نحن من أسعد شعوب الدنيا ويعود الفضل بعد الله لـ الحكومة الكريمة , ولكن فـ لنتطرّق إلى تلك الكلمة " الحاكمة , أكرّرها , الحاكمة " أصبحنا نشاهد في مجلس الأمّة استجوابات لا محل لها من الصحّة , أصبح موقف الحكومة موق ضعيف أمام " ممثلي الشعب " , هؤلاء من حطّموا الوحدة الوطنية بـ شكل عام " و الخير يخص والشر يعم " , حتى ظهر ذاك الناشط السياسي , الذي ترشّح مرتين لـ يحاول الوصول إلى كرسي المجلس لكن دون نجاح , فـ مقياس النجاح قد يكون في هذه الأيام هو من " يدفع " أكثر , أو ينتمي إلى قبيلة كبيرة , فـ يضمن ذاك الكرسي , فـ بعد سقوط ذاك الفارس الناشط الذي تدعمه الحكومة بـ أدلة وبراهين حتى يواجه من يثير الفتنة والقبلية وحيداً , هذا الرجل الوطني الذي يعشق هذه الأرض وكلّ مواطن مخلص يمشي عليها ..
إنّ الفارس محمد الجويهل تعرّض لـ حادثة يعارضها الدين , العقل البشري , القيم الإنسانيّة , الوحدة الوطنيّة وكل إنسان عاقل معتدل أو قد نقول " إنسان " فـ هناك من يدّعي البشرية , له يدين , رجلين , عقل ولكنّ قلبه قلبٌ " حيواني" لا يمدّ لـ الإنسانية بـ صلة ..
الحكومة كانت تقف مع الناشط محمدالجويهل في السرّاء , ولم تمض 3 أيّام على الإعتداء , فـ هل سـ تقف معه في الضرّاء ؟ أم سـ تقف مكتوفة الأيدي دون حراك ؟
إنّها الهويّة الضائعة , فـ لتبحث عنها ..

أودّ إنهاء هذه الرسالة داعيّاً الله عزّ وجل أن يشفي الفارس محمد الجويهل ويعيده إلى أهله وعائلته سالماً معافاً , فـ هو أخٌ في الإسلام والبشرية قبل أن أتفّق معه في المجالات السياسيّة ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق