الأربعاء، 27 يوليو 2011

ضيوف

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



بدأ مفهوم الضيافة عندما عرج جبريل عليه السلام على سيدنا إبراهيم عليه السلام في صورة إنسان , فـ أراد سيدنا إبراهيم أن يُضيّفه رغم علمه أن الملائكة لا يشتركون مع البشر في صفاتهم الدنيويّة .. وبـ هذه الحادثة بدأت الضيافة تعبّر عن حُسن الخُلق والنيّة عند العرب.

وكما هو متعارف عليه فـ إن الضيافة تكون في المنازل أو المجالس أو غيرها من دورٍ تصلح للضيافة.

ولكن قبل أن نتفهّم مفهوم الضيافة الفعلي من سيدنا إبراهيم عليه السلام قد كُنّا ضيوفاً عند الآخرين وكانت قلوبُنا مقر ضيافة للبعض الآخر , ولـ ربما كان بعض الضيوف علينا مشاعراً تتجلّى فينا.

خلال رحلتنا المتواضعة في هذه الدّنيا فـ إنّنا نلتقي بـ أُناس كثر , منهم من تكونُ نظرتنا الأولى له كـ صديق , والبعض الآخر كـ عدو , البعض تتغيّر أفكارنا عنه , والبعض الآخر قد تزداد سوءاً أو حُسناً , فـ كما قيل فـ إنّ الأرواح جنودٌ مُجنّدة.

دخل جنودي في حروبٍ ضارية , حاربت فيها من ادّعى الصداقة لـ مصلحةٍ شخصية , ومن ادّعى الحُبّ لـ يتسلّى , وقد خرجت مُطأطئً رأسي , أجرّ أذيال الهزيمة فـ قد حاربت على مدى سنتين إخواناً لي , وحين خروجي من حرب دامية , دخلت في حربٍ واجهت فيها قلبي و من سَكنَه , حتّى ازدادت الأضرار ولم يتبقَ لي سوى جُنديّ واحد , حاولت إبقاءه حتّى لا يموتَ وتَنفذ كل جنودي ويبقى قلبي بلا حراسة , حاولت وحاولت إلى أن خرج ذاك الجندي مُتسلّلاً , يبحث عن من يؤنس وحدته , وقام بـ أعمال بطوليّة حتّى التقيتُ بـ من أنساني تلك الحروب , وأشفاني من تلك الجروح , عادت إلى جيشي الروح , بدأ يتكاثر مرّة أخرى , دخلت حروباً وخرجت منها رافعاً رأسي مُنتشياً أتذوّق حلاوة الإنتصار , فـ لولا بطولة ذاك الجُندي وإيماني بـ وجود الصداقة الحقيقيّة لـ ما التقيتُ أناساً لا تستطيع أحرف اللّغة العربية الـ 28 وصفهم وصفاً يليق بـ مقامهم , فـ تسيّدوا عرش قلبي , و جلسوا على حكمِ كياني.

بعد تلك الرحلة , عُدت طالباً ثأري من كلّ من هزمني , ليس ضعفاً منّي ولكنّي لم أرد خوض معركة لا فوز فيها , عُدت فـ لم أُقاتل , ولكنّي انتصرت بـ محيّ كل ذكرى ربطتني بـ تلك الكلاب , و تناسيتُ وجودهم , قطعت حبال المودّة , وكلّ نجاحٍ حقّقوه كان بـ سببي , ليس بـ دافع الغرور ولكنّي كُنت أُشكّل فائدة كبيرة لـ من أحسنَ استغلال طيبتي.

رسالة .. لـ شخص استغّل الصداقة لـ هدف الشهرة الحقيرة , لا يُهمنّي , فـ لا أريد الشُهرة ولا أريد بِضع صفحات لم أبذل بها سوى جهد أيّام قليلة , ولكنّي أريد تعويض تلك العلاقة الحقيرة المُزيّفة التي كُنت - للأسف - أُسمّيها صداقة , كلّ نجاح حقّقته , بـ إسمي , كل حرفٌ كُتبَ , بـ قلمي , بل حتّى إنّ رسالتك التي أرسلتها لـ الجامعة أنا من كتبها لك , هنيئاً لك حياتك المُزيّفة , عائدٌ لك وبـ قوّة , بـ أدلّة , بـ رد , بـ بساطة , سـ تكرهني !

رسالة .. لـ أصدقائي و إخواني الحقيقيّين , شُكراً.

لن أحترم ضيفاً لا يحترم حُرمةَ دار قلبي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق